نادين خوري ممثلة سورية من الطراز الأول وموهبتها شكلت إضافة الى الدراما السورية. بدأت مسيرتها الفنية منذ سبعينات القرن الماضي، واستطاعت أن تقدم العديد من الأعمال المتميزة منها الأدوار المركبة والشخصية القادرة والقوية فحققت نجاحاً وأثبتت جدارتها.

نشأتها

إسمها الحقيقي نادية لطفي خوري. ولدت في 26 أيار/ مايو في دمشق 1957، وهي شقيقة المخرج جورج لطفي خوري. نشأت في كنف عائلة فنية ومحبة للثقافة، والدها كان شاعراً ووالدتها تعشق القراءة. أشرف على تربيتها شقيقها المخرج جورج بعد وفاة والدها. حصلت على الثانوية العامة، لتتوقف بعدها عن الدراسة.

بدايتها الفنية

ظهرت نادين خوري في بداياتها الفنية بعدة أسماء منها نادية نصري ونادية حمصي قبل أن تستقر على استخدام اسمها الفني نادين. بدأت في عالم التمثيل عام 1977 وشاركت في فيلم "الصحفية الحسناء"، وبعدها فيلمي "سمك بلا حسك" و"الزواج على الطريقة المحلية" عام 1978، لتنطلق بعدها وتشارك في العديد من الأفلام والمسلسلات. شاركت نادين خوري بأدوار بطولة منها فيلم "حبيتي يا حب التوت"، الذي شاركها فيه عبد الهادي الصباغ وأسعد فضة، وقدمت بعدها العديد من الأعمال التلفزيونية واستطاعت أداء أدوار البطولة في العديد من الأعمال الدرامية.

عالم السينما

مشاركات نادين خوري في عالم السينما قليلة، حيث وصلت مشاركتها إلى 7 أفلام فقط، كان أولها عام 1977، "الصحفية الحسناء" وعام 1978 بـ"سمك بلا حسك" و"الزواج على الطريقة المحلية" في عام 1978، و "حبيبتي يا حب التوت" في عام 1979، وفي نفس العام قدمت "القلعة الخامسة". انقطعت سنوات عن السينما لتعود بفيلم "قتل عن طريق التسلسل" عام 1982، لتكون آخر الأعمال التي قدمتها هي فيلم "دمشق تتكلم" عام 2008.

شخصيات مركبة

أدت نادين خوري شخصيات مركبة واختارت أدوارها بدقة وابتعدت عن الأدوار البسيطة التي تؤثر سلباً على صورة المرأة السورية. قدمت أداء مختلفا عبر أعمال مثل "حمام القيشاني" و"الدبور" و"عطر الشام" و"طوق البنات" و"الغربال" فلعبت دور المرأة المتعلمة وصاحبة الحضور القوي والشخصية القادرة.

شاركت نادين خوري في العديد من الأعمال التلفزيونية فحققت نجاحات كبيرة على مدار السنوات.

كانت بداية نادين خوري في عالم الدراما من خلال مسلسل "حارة الصيّادين" عام 1979، واتبعتها بالكثير من الأعمال منها: "عودة عصويد"، "لك يا شام"، "الاجنحة"، "الكوخ القديم"، "الانحراف"، "لا للزوجات"، "كان ياما كان"، "طريق الشوق"، "يوميات مدير عام"، "طقوس الحب والكراهية"، "بطل من هذا الزمن"، "نادي الضاحكين"، "وردة لخريف العمر"، "مرزوق على جميع الجهات".

قدمت نادين خوري الكثير من الأعمال الدرامية التي وصل عددها إلى 172 عملاً، كان آخرها مسلسل "أحلام يرسمها الغبار"، بالاشتراك مع مهيار خضور و جفرا يونس و تيسير إدريس ومن تأليف مهند العاقوص وإخراج عبد الباري أبو الخير، وتم إنتاج العمل عام 2022.

عذراء الشاشة

لُقبت نادين خوري بعذراء الشاشة السورية لأنها لم تتزوج وأوضحت رفضها للزواج خلال لقاء سابق لها إنها فقدت والدها حين كانت في سن السابعة، وإنها لا تتذكره كثيرًا، وإن والدتها هي من تولت تربيتها بعد زواج إخوتها في سن مبكرة، وتعاونت في ذلك مع ابنها الأكبر أنطون. وأضافت أن شقيقها رحل في أواخر عام 2016 بعد أن أدى دور الوالد، وكان المثل الأعلى بالنسبة إليها والرجل بكل معنى الكلمة، وكان بمثابة الأب والأخ والصديق. وأوضحت خوري، أن شقيقها هو السبب في رفضها لفكرة الزواج لأنه كان قارئاً نهماً ومثقفاً ولم تجد صفاته المميزة في أي رجل لتقتنع بفكرة الإرتباط، وقالت: "كل ما زاد وعيك صار رفضك للزواج أكثر".

الألقاب

ترفض نادين خوري الألقاب التي أطلقت عليها، منها "الفنانة الوحيدة"،"العازبة الأشهر في الدراما السورية"، "عذراء الشاشة السورية".

وبشكل عام ترفض خوري مناداتها بأية ألقاب مثل "النجمة المتألقة" وغيرها، وتفضل مناداتها باسمها نادين خوري فقط.

قصص حب

كشفت نادين خوري أنها تعيش حالة من الإكتفاء العاطفي لذا لم تعد بحاجة لوجود رجل في حياتها، مضيفة أنها وقعت مرتين أو ثلاث بالحب دون الوصول لمرحلة العشق والغرام. وصرحت خوري أنها اختارت طريقاً مستقيماً منذ بداية مسيرتها الفنية، فلم تتأثر بالإغواء وركزت خلال مسيرتها على عملها فقط.

جوائز​​​​​​​

حازت نادين خوري على تكريم في مهرجان دمشق السينمائي الدولي عام 2007، كما حصلت على جائزة العطاء لعام 2008 من الجالية العربية في هوليوود، بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثلة دور أول عن دورها في مسلسل "وراء الشمس" في مهرجان الإذاعة والتلفزيون عام 2010.

وكانت نادين حريصة في كل مرة تُكّرم بها، أن تهدي تكريمها للمرأة السورية التي أظهرت للعالم مدى قوتها ومساهمتها في بناء الوطن رغم كل الحزن الذي حملته في داخلها دون أن تساوم على إيمانها ببلدها بجدارة حيث تؤمن أن الفن أحد أسلحة الصمود والمقاومة والنصر.